مصر تندد بدعوات وزراء في حكومة نتنياهو لضم الضفة الغربية

محمد اليمني كاتب وباحث سياسي
وزارة الخارجية المصرية اعتبرت تصريحات وزراء “الليكود” حول فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وحذّرت من تبعات هذه السياسات على استقرار المنطقة ومستقبل حل الدولتين.
وأكدت القاهرة أن الضفة الغربية أرض فلسطينية محتلة، ولا شرعية لأي إجراء أحادي يسعى لضمّها بالقوة
محمود عباس وحكومته اذا اعلنت اسرائيل عن قرارها بضم الضفة الغربية اليها كما تؤشر بذلك تصريحات كبار مسئوليها وآخرهم وزير العدل الاسرائيلي.، وهو القرار الذي لا بد وان يكون قد حصل علي الضوء الاخضر من الرئيس الامريكي ترامب ، كما سبق وان فعل مع قرار ضم القدس الشرقية ؟
وماذا لو انهم قاموا بطرده من مقر رئاسته في رام الله الي خارج فلسطين كلها، كي تصبح فلسطين المحتلة بلا اي رموز قيادية كبيرة تمثلها وتتحدث باسمها الي المجتمع الدولي.؟ وماذا لو شرعوا بعدها في اخلاء مدن الضفة الغربية من اصحابها وتهجيرهم قسرا منها لكي يخلو الجو لمستوطنيها وليكتسب الضم شرعية الامر الواقع ؟.
المؤشرات تبدو كلها سيئة للغاية، وكذلك تبدو الآفاق قاتمة ومعتمة الي ابعد الحدود.. واسرائيل تتمدد في فراغ عربي واقليمي ودولي رهيب.. حيث لا وازع او رادع.. وانما سعار وجنون اسرائيلي لم يسبق له مثيل…واستعراضات قوة استفزازية لا تتوقف لحظة..
لم نكن هكذا ابدا في يوم من الايام، ولا حتي بعد نكسة يونيو ١٩٦٧ ،. فبرغم ان الصدمة كانت هائلة ومذهلة، الا ان ارادة الصمود والتصدي والتصميم علي ازالة آثار العدوان بالقوة، ورفض الهزيمة. كانت هي الغالبة.. وعبرت هذه الارادة عن نفسها كاروع ما تكون في حربي الاستنزاف البطولية والسادس من اكتوبر ١٩٧٣ المجيدة والتي كانت اعجازا عسكريا وانجازا خارقا بكل المعايير.. فاين نحن من هذا كله الآن ؟. ومتي ينزاح هذا الكابوس الثقيل الجاثم علي صدورنا جميعا لنعود الي بعض ما كنا فيه في هذا الزمن البعيد برموزه ورجاله وابطاله ومناخه واجوائه ؟. واذا كان الطبيعي هو ان يمضي بنا التاريخ للامام، فهذه هي الحالة الوحيدة التي اتمني فيها ان يعود بنا التاريخ الي الوراء…وان كنت اعلم ان هذا ضرب من المستحيل…
ماذا سيفعل العرب اذا صدر عن الحكومة الاسرائيلية او عن الكنيست قرار بضم الضفة الغربية لتصبح جزء من اراضيها ؟.
اقصد ماذا سوف يكون عليه رد فعلهم من هذا الاجراء الخطير بعيدا عن مناشدتهم المجتمع الدولي التدخل ليقوم بدوره علي غرار ما سبق لهم ان فعلوه عندما ضمت اسرائيل القدس الشرقية اليها خلال ولاية ترامب الاولي ؟.
الاسرائيليون يلوحون الآن علنا بنيتهم ضم الضفة الغربية اليهم ، خمسة عشر وزيرا في حكومة نتنياهو بالاضافة الي رئيس الكنيست،. ويلمحون الي ان قرار الضم قد يصدر قبل نهاية الشهر الحالي.. فماذا نحن فاعلون لنحبط لهم قرارهم ، ولنحول دون ضياع الضفة الغربية ، قلب فلسطين النابض، الي الابد.؟
نحن امام هجمة صهيونية استعمارية وعدوانية شرسة لم يسبق لها مثيل..
مرة اخري، اقول ان المعركة بين الفلسطينيين واسرائيل يجب ان تخرج من حدودها الجغرافية الضيقة في غزة والضفة الغربية ليصبح مسرحها العالم كله…اذا ما كان لهذه الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ان تجد ردا عليها.. رد يمكنه ان يردعها ويوقفها..
واذا ما حدث ذلك فعلا ، فسوف تكون هذه هي اعنف حرب استنزاف عرفتها اسرائيل في تاريخها. ووقتها لن ينفعها طيرانها ولا اسلحتها المحرمة دوليا التي تستخدمها في غزة ، ولا دعم امريكا وانحيازها الاعمي لها…وسوف تجد نفسها مرغمة علي ان تحارب علي الف جبهة في وقت واحد.. وسوف تكون وقتها في وضع امني كارثي يرثي له..
الدم الفلسطيني الذي سال انهارا في غزة.، والدمار الوحشي الذي محا لغزة معالمها ، وكل هذه الجرائم الاسرائيلية الوحشية ضد الانسانية ، لا بد وان يكون لها ثمن، لا ان يذهب هذا كله هباء، وتنطوي صفحته الي الابد.. فما حدث لغزة وشعبها عار علي الانسانية لن يمحوه الزمن ، وهو جريمة العصر، وكل العصور..