مقالات

تقدير موقف: هل تريد إسرائيل إسقاط النظام الإيراني فعلاً ….؟

محمد اليمني كاتب وباحث سياسي

منذ اللحظات الأولى لبدء العملية العسكرية لإسرائيل ضد إيران والتي حملت اسم “الأسد الصاعد” كثرت التكهنات والأسئلة عن أهداف وجدوى هذه العملية العسكرية، وانقسمت لقسمين: التيار الأول طرح ما أسماه تدمير البرنامج النووي الإيراني بكل تداخلاته وملفاته، بينما ذهب أصحاب التيار الآخر إلى أن هذه العملية هدفها أبعد بكثير من تدمير البرنامج النووي الإيراني لتصل لما يمكن تسميته إسقاط النظام الإيراني واستندوا في تبنيهم لهذه المقاربة، إلى مجموعة من الأسباب لعل أبرزها يكمن في حجم الضربة الموجعة التي تلقتها إيران فجر الجمعة في استهداف إمكاناتها وقدراتها البشرية “العسكرية والنووية” وقدراتها العسكرية، كما إن حجم الاستعداد لهذه العملية هو أكبر بكثير من مجرد تدمير برنامج، تدرك إسرائيل والدول الباقية عدم تحقيقه في ظل عدم امتلاك إسرائيل لأسلحة تسمح لها بتدمير المنشأت النووية بعمق أكثر من ٨٠ م تحت الأرض والمحصنة بخرسانات سميكة وغير ذلك الكثير من الأسباب.

ولمعرفة الهدف الإسرائيلي، فأن الباحث يجزم من خلال مجموعة من المؤشرات التي عرضها، إلى رغبة إسرائيل بإسقاط النظام الإيراني الحالي، ولكن السؤال هل تنجح تل أبيب في تحقيق ذلك.

عادة ومن خلال المتابعة للشؤون الدولية فإن إسقاط الأنظمة أو تغييرها يتم في إحدى الأشكال التالية:
إما من خلال دعم انتفاضة وثورة شعبية كبيرة ضد الأنظمة وهو من السيناريوهات التي دعمتها واشنطن شرق أوروبا، ولكن لانشهده الآن في إيران.

أو من خلال تجنييد ضباط والتنسيق معهم للقيام بانقلاب وهو أيضاً من الخيارات الصعبة كون تحقيق ذلك يتطلب تجنييد ضباط من الحرس الثوري وليس من باقي قوى الجيش الإيراني.

أو من خلال حرب عسكرية يتم من خلالها العمليات البرية كما حصل في العراق.

بالنتيجة يمكن القول بإن القدرة على تنفيذ ذلك بالوقت الحالي ودون مشاركة أميركية هي صعبة، رغم تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ألمح إليها في أكثر من مناسبة لإسقاط النظام، سواء كان ذلك عبر دعوته الشعب الإيراني لاستغلال ضعف النظام، أو حتى بأشارته أن هذا النظام يهدد أمن أوروبا، أو ضمن مايروج له عن رسم شرق أوسط جديد دون دول الشر.

المتابع لمسار الأحداث منذ عامين على الأقل، يدرك أن نتنياهو يسعى بكل قدراته لإسقاط النظام الإيراني، وأن كانت رغبته بش حرب عسكرية ضد إيران تعود لعام ٢٠٠٩ وعام ٢٠١٢ إلا أن رفض المؤسستين العسكرية والأمنية والممانعة الأميركية هي لم تسمح له بتحقيق ذلك، لذلك يريد نتنياهو استغلال هذه الفرصة بعد تدمير قوى حلفاء إيران في فلسطين ولبنان وإسقاط النظام في سوريا، لإسقاط النظام الإيراني، ولعل تسمية العملية بالأسد الصاعد بما تحمله من رمزية دينية يهودية، إلا أن له دلالات معنوية تتعلق برغبة إسرائيل بإعادة نظام الشاه من خلال ابنه الذي يتم الترويج له مثيرا عبر وسائل الإعلام منذ فترة كون العلم الإيراني في عهد الشاه كان يتوسطه رمز الأسد.

إيران التي تعرضت لمخادغة استراتيجية وتضليل وما إلى ذلك، لديها إمكانات عسكرية صاروخية، إلا أن الواضح حتى اللحظة أن توظيف هذه الإمكانات يأتي ضمن إطارين: الأول الرد بحجم مستوى الهجوم الذي تشنه إسرائيل وعلى ذات الأهداف المشابهة، والإطار الثاني: انتظار موقف الأمريكية في المؤحلة المقبلة ودلكي تحافظ على عنصر المفاجأة والردع أن صح التوصيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى