مقالات

غارات إسرائيلية علي مطار صنعاء في اليمن

محمد اليمني كاتب وباحث سياسي

ذهبت عشرات المقاتلات الهجومية الاسرائيلية اليوم الي اليمن لتقصف منظومة واسعة من الاهداف في عملية طالت العديد من محطات الطاقة ومطار صنعاء الدولي ودمرت في مشهد ماساوي لا مثيل له في العالم العديد من الطائرات المدنية الرابضة علي أرض المطار وحولتها الي كتلة من النار والدخان، وبالامس دمرت المقاتلات الاسرائيلية ميناء الحديدة وبعض المصانع اليمنية بذرائع واهية في موجة انتقام وحشية لتدمير كل ما يمكنها تدميره من اهداف مدنية وعسكرية في طول المنطقة العربية وعرضها…فجنون القوة الاسرائيلية بلغ ذروته وتحول الي اعصار جامح بات يتهدد الجميع.. وكانها تريد احياء الاسطورة القديمة التي نسفتها حرب اكتوبر ١٩٧٣ المجيدة، وهي اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وذراع اسرائيل العسكرية الطويلة القادرة علي ضرب اي هدف في عمق المنطقة العربية…كل هذا كنا قد تجاوزناه ونسيناه. الي ان جاءوا لاحياء هذه الاسطورة الدعائية من جديد.. وكانت حربهم علي غزة هي البداية.. حيث فتحت المنطقة كلها علي مصراعيها امامهم ودمروا فيها ما سوف يستغرق اجيالا واجيال قبل التغلب علي تبعاته واعادة بنائه..

لم يعد احد قادرا علي الوقوف في طريق اسرائيل واعتراضها. ،وهي تعربد في المنطقة وتستعرض قوتها العسكرية بصورة بالغة التحدي والاستفزاز.. وكانها تتعمد توسيع دائرة الاشتباك لتمحو معالم المنطقة العربية ولتحيل العديد من دولها الي اشباه دول وقد تكون هذه هي بداية المسلسل الاسرائيلي الذي ينفذه الائتلاف اليميني العنصري الحاكم وليست تهايته.. وهي النهاية التي لم نعد قادرين علي التنبؤ بها.ولا بما سوف تكون عليه وقتها. وهو ما لم تكن لتجرؤ عليه اسرائيل، لولا تأكدها مسبقا من انها لن تلقي ردا عربيا رادعا عليها ، وذلك علي الرغم من فظاعة جرائمها وانتهاكاتها لكافة القوانين والمواثيق الدولية والتي تجاوزت بها كل الحدود والشرائع والاعراف.. فما فعلته وما زالت تفعله في غزة والضفة الغربية وفي سوريا ولبنان واليمن جرائم حرب مكتملة الاركان، وهي جرائم مؤثمة ومحظورة ومعاقب عليها دوليا.

ووسط هذا الطوفان من العدوان الاسرائيلي الوحشي علي كل هذه الدول العربية ، هناك قمة عربية عادية قادمة الينا بعد عشرة ايام من الآن في بغداد.. قمة سوف تنعقد في اسوأ ظروف واوضاع عربية عشناها منذ عدة عقود حيث رائحة الدمار والموت في كل مكان وما خفي كان اعظم.. وسوف نري ما سوف تخرج به علينا هذه القمة من نتائج وبيانات واعلانات سابقة الاعداد والتجهيز ولا جديد فيها.. وهي مجرد تكرار وترديد حرفي لبيانات كثيرة سبقتها وبيانات اخري سوف تتلوها.. وكلها في النهاية لا تعدو ان تكون ضجيجا بلا. طحن وصرخات في الهواء لا تجد من يستمع اليها او يعيرها اهتماما ، وليتهم يرحمونا. ويريحونا من هذه القمم العربية الفاشلة ويوفروا ما ينفق عليها ويضيع فيها لما هو اجدي واهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى