مقالات

إسرائيل تمنع عودة النازحين في لبنان وغزة

محمد اليمني صوت سورية

ولبنان يتعرض حاليا لحرب ابادة جماعية وتدمير همجي شامل هو الآخر من قبل اسرائيل علي غرار ما حدث قبله لغزة واحالها علي مدار اكثر من عام كامل من الحرب عليها الي كتلة مخيفة من الانقاض والاشلاء والخراب ، فان السؤال الذي بات يفرض نفسه الآن هو. :
لمن يجب ان يكون الدور الاكبر في كل ما يجري حاليا من اتصالات ومشاورات معلنة وغير معلنة لوقف هذه الحرب التي اصبح من الواضح ان نتنياهو يصمم علي خوضها حتي النهاية ويهدد بتصعيدها وتوسيع مداها ليشمل العمق اللبناني، بعد ان ظلت هذه الحرب محصورة حتي الآن في جنوب لبنان وحده،، وهل هو للدولة اللبنانية ممثلة في حكومتها التي تتحرك في كل اتجاه ولا تكف عن اعلانها وتاكيدها انها مع تنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١ الخاص بحدود لبنان مع اسرائيل، حرفيا وبكل بنوده ومشتملاته ،. ام ان هذا الدور هو للمرشد الاعلي الايراني خامنئي وحرسه الثوري في طهران ، وهم من يعلنون علي لسان وكيلهم في لبنان نعيم قاسم زعيم حزب الله ان الكلمة في كل ما يدور حاليا تبقي للميدان، وان ما يجري علي الارض من قتال بين حزب الله واسرائيل هو الذي سوف يحسم ويقرر المسار الذي سوف يتحرك فيه لبنان.؟

وهذا يعني ان لبنان واقع حاليا في مازق خطير بفعل هذه الازدواجية الصارخة بين الموقف الحكومي الرسمي، وبين موقف حزب الله المدعوم بصورة كاملة من ايران ومرشدها الاعلي.. وهو مازق يصعب الخروج منه في مثل هذه الظروف العصيبة والضاغطة التي يقف فيها لبنان في مواجهة تحديات وجودية قاتلة قد تنتهي بتدميره واسقاطه كدولة وطنية متماسكة وقابلة للحياة.. واوضاعه الماساوية الراهنة لا تقف به بعيدا عن هذا الاحتمال.

اريد ان اقول انه اذا كانت الكلمة الاخيرة فيما يتعلق بتحديد موقف لبنان من كل ما يجري فيه الآن هي لايران وليست لحكومة لبنان، فان معني ذلك هو ان حرب اسرائيل علي لبنان سوف تستمر وتتصاعد الي مستويات اعلي واخطر من العنف والابادة والتدمير الشامل، حتي ياتي الرئيس الامريكي دونالد ترامب الي البيت الابيض في يناير القادم وقد انتهت اسرائيل من مهمتها في لبنان بتدمير معالمه وتبديل خرائطه الامنية ووقتها لا يعرف احد ما سوف يكون عليه شكل لبنان وقتها، ولا ماذا بقي منه، ولا شكل ايران نفسها او موقفها مما سوف تجده في انتظارها هي الاخري لحظة دخول ترامب الي البيت الابيض، فالتكهنات كثيرة وكل الاحتمالات والسيناريوهات واردة بما فيها اسوأها علي الاطلاق.. فالفترة القادمة علي قصرها نسبيا سوف تكون ملغومة باخطار هائلة بالنسبة لما يمكن ان يحدث لايران ولغير ايران علي يد آلة الحرب الاسرائيلية المجنونة..فهذه هي مرحلة تسوية الارض وتمهيدها قبل تسلم ترامب مهام الرئاسة رسميا..وحتي يبقي عند وعده الذي قطعه علي نفسه امام العالم بانه لن يسمح باستمرار الحروب في اي مكان فور مجيئه الي البيت الابيض… وهذا هو ما يشعل فتيل العنف الاسرائيلي حاليا.ويفتح شهية المتطرفين في حكومة نتنياهو لمزيد من التهور والاندفاع نحو تغيير الوضع الاقليمي القائم برمته..

ورايي هو انه اذا كانت ايران تعتقد انها في سباق مع الزمن قبل وصول الرئيس ترامب الي البيت الابيض بعد شهرين كي يكون بيدها اوراق تساومه بها او للتخفيف بها من حدة ضغوطه المتوقعة عليها، وهي التي يراهن العالم كله عليها الآن ويتوقعها منه، فلا اعرف علي اي اساس تبني ايران حساباتها في تعاملها مع ما هو قادم مع ترامب وفي طريقه اليها، فترامب ليس بالرئيس الامريكي الذي يسهل خداعه او الالتفاف عليه او مساومته بالورقة اللبنانية او بغيرها من الاوراق، فهو قادم بخططه ومشاريعه وقراراته بالتشاور والتنسيق المسبق مع حلفائه الاسرائيليين.، وهو مصمم علي احتواء ايران وخنقها بحبال العقوبات الاقتصادية الصارمة، ولن يدع لها مجالا لالتقاط انفاسها لقسوة الحصار الدولي الذي سوف يضربه عليها،. وهو الحصار الذي لن يخفف منه سوي اقدام ايران تحت الضغط والاكراه علي تقديم كل ما سوف يطلبه منها ترامب من تنازلات كبيرة حول برنامجها النووي بقبولها اخضاعه للرقابة الدولية الصارمة عليه واذعانها لغير ذلك من الشروط والقيود علي تحركاتها السياسية في الشرق الاوسط وبخاصة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، حتي اذا ما قبلت واذعنت لكل تلك الشروط والقيود تحركت الامور بها وبسياسة امريكا ازاءها في اتجاه آخر بعد ان يكون ترامب قد نجح في انتزاع مخالبها وانيابها منها بكل هذا الذي سوف يفرضه عليها ويلزمها به، وهو المسار الذي سوف تدعمه بعض الدول العربية والخليجية بكل قوة وان لم تجاهر صراحة بدعمها له لاعتبارات كثيرة لا يخفي امرها علينا .. هذا احتمال وارد وان كان من الممكن الا يتحقق كله علي نحو ما نتوقعه.. او هذه هي صورة الاوضاع الراهنة في المنطقة كما تبدو لنا الآن عند هذه اللحظة الفارقة من لحظات التاريخ….. واعتقد ان الانتظار لن يطول بنا كثيرا، خاصة وان الامور باتت تقترب مع عودة ترامب الي السلطة بهذا التفويض الشعبي الهائل له، من لحظة الحسم التي قد تعني نهاية اوضاع كثيرة قائمة في الشرق الاوسط والعالم وبداية اوضاع دولية كثيرة اخري قادمة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى