ممنوع عليك كمواطن أن تنتخب مباشرةً الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية …
بقلم نضال أحمد شبول الباحث في العلاقات الدولية
ببساطة ديمقراطية أمريكية ولكن!!!
ممنوع عليك كمواطن أن تنتخب مباشرةً الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية …
إذاً من ينتحب الرئيس الأمريكي؟
تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية لتشغل ليس فقط الولايات المتحدة بل يعول عليها العالم كل أحلامه وآماله خصوصاً في مناطق الشرق الأوسط على أساس أن من سيتزعمها كشخص هو المقرر الوحيد لسياساتها في أمور السلم والحرب….
وتشهد الولايات المتحدة اليوم عملية انتخاب رئيسها ويعتقد الكثيرون حول العالم أن المواطن الأمريكي هو من ينتخب رئيسه…
إذاً كيف تتم العملية بين الديمقراطيين والجمهوريين؟
في كل ولاية من الولايات الأمريكية يتم اختيار هيئة انتخابية أو مايسمى “المجمع الانتخابي” وهي تقليد دستوري أمريكي يعود للقرن الثامن عشر، ويقصد بها مجموعة المواطنين الذين تعينهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس، ولكل ولاية عدد معين ومتذبذب بشكل كبير بينها فمثلاً حصة كاليفورنيا 55 مندوب بينما كارولينا حصتها 3 مندوبين فقط، بعد تسمية هؤلاء يجري التصويت في كل ولاية بشكل منفرد ومستقل عن البقية وفرضاً عند حصول أحد المرشحين في كاليفورنيا على نسبة كانت 51% أم 99% بالتالي يحصد أصوات 55 مندوب كلها وقد يكون نصف هؤلاء لايريدون الرئيس المنتخب وبفارق 1% رغم ذلك تسلب أصواتهم بقوة الأعراف الدستورية المتبعة وهكذا إلى أن يحصل المرشح على 270 صوت من أصوات المندوبين ليفوز بالانتخابات ورغم ذلك قد يغير المندوبين توجهات ناخبيهم ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن ..
إذاً أين دور المواطن الأمريكي في اختيار الرئيس وماهي خفايا تلك الديمقراطية المعلّبة ضمن إعلام هو الأقوى عالمياً، والمزيفة التي تصور المواطنين على أنهم يمارسون الديمقراطية بشكلها المباشر وماهو دور المال السياسي الضخم الذي يضخ في اختيار هؤلاء المندوبين في غالبية الولايات الحاسمة كولايات كاليفورنيا ونيويورك وفلوريدا وبنسلفانيا؟
بقلم نضال أحمد شبول
الباحث في العلاقات الدولية