مقالات

تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر اليوم

محمد اليمني باحث في العلاقات الدولية

‏نجحت إيران في تهذيب السلوك الإسرائيلي عبر تحديد ضربته العسكرية التي طالما حاول نتنياهو القول بأنها ستكون مميتة، بحيث أصبحنا أمام هجوم محدود التأثير والأثر، لإرضاء غرور نتنياهو، وضمن سقف قبول خامنئي، وهذا النجاح يعود لدبلوماسية الساعات الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة ودول إقليمية عربية، والأهم وزير الخارجية عباس عراقجي خلال الأيام الماضية، عبر عروض التهديد والإغراء التي قدمها للعديد من دول المنطقة.

‏ما يهم إيران ليس ما يحاول أن يقوله البعض بأنها تراجعت أو قدمت تنازلات من أجل أن لا ترد إسرائيل بردها المزلزل، ففكرة التراجع التكتيكي في القاموس السياسي الإيراني تُعرف عادة بأنها خطوة للوراء من أجل كسب عشرة خطوات للأمام، وهذا ما حصل مع الضربة الأخيرة، فهي تقبلت الضربة، لكنها كسبت النظام والبرنامج النووي وغيرها من المنشآت الحيوية في البلاد.

‏والمهم أيضاً بالنسبة لها أنها كسبت لنفسها فصول جديدة من الصراع، ونجحت حتى الآن بحصر الحرب في نطاق غزة ولبنان، وأجلت سيناريو الحرب المفتوحة التي طالما راهن عليها نتنياهو مطولاً.

‏ليس واضحاً ما قد يكون عليه شكل الرد الإيراني، ولكن الثابت أن إيران هي من سيقرر شكل المرحلة المقبلة، ما بين الذهاب نحو التصعيد، أو ممارسة دبلوماسية جديدة الهدف منها إنهاء الحرب في لبنان، خصوصاً وإن إدارة بايدن مستعدة لفعل أي شيء من أجل توفير بيئة آمنة في مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى