تمثّل قمة جامعة الدول العربية في بغداد فرصة تاريخية للعراق لإعادة رسم دوره في المعادلات الإقليمية.

محمد اليمني كاتب وباحث سياسي
وإثبات نفسه كفاعل مستقل ومؤثر في العالم العربي. إن نجاح العراق لا يقتصر على أبعاده السياسية، بل يمتدّ إلى مجالات الاقتصاد والبنية التحتية أيضاً. وإذا أديرت التحديات واستُخدمت الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية الفعّالة، فإن العراق قادر على أن يخطو خطوة كبيرة نحو الاستقرار والتنمية. ومع ذلك، فإن الجدل المرافق للقمة، خاصة فيما يتعلق بدعوة أحمد الشرع، قد يُشعل شرارة أزمة في التوازن السياسي الداخلي، لا سيما قبل أشهر قليلة من الانتخابات البرلمانية.
الآثار المحتملة للقمة على العراق
تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية
يسعى العراق من خلال التعاون الإقليمي إلى تقليل اعتماده على صادرات النفط والتحول إلى شريك فاعل في سلاسل القيمة في المنطقة. ويمكن للمشاركة في مشاريع عربية مثل شبكات الربط الكهربائي، وخطوط الأنابيب، والمشاريع الزراعية أن ترفع من حصة العراق في التجارة العربية البينية، التي لا تتجاوز حالياً 5% من إجمالي تجارته الخارجية.
جذب الاستثمارات وتسريع النمو الاقتصادي
تنوي وزارة التخطيط العراقية عرض حزمة من 45 مشروعاً استثمارياً بقيمة 10 مليار دولار خلال القمة، تركز على الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاع. وفي حال تحقق جزء من هذه الاستثمارات، يمكن أن يرتفع معدل نمو الاقتصاد العراقي من 3.5% في عام 2024 إلى أكثر من 5% في المدى المتوسط.
تحسين صورة العراق دولياً
قد تُسهم استضافة القمة في أجواء مستقرة ومنظمة في تعزيز ثقة المستثمرين، وزيادة الجاذبية السياحية للعراق، واستقطاب الشركات متعددة الجنسيات. و علی سبیل المثال، أعلنت الحكومة العراقية عن نيتها دعوة علامات سياحية عربية للاستثمار في مدن مقدسة مثل النجف وكربلاء، وهي مناطق تدرّ أكثر من 200 مليون دولار سنوياً، مع إمكانات مضاعفة هذا الرقم.
اعتقد ان افضل بيان يمكن ان يصدر غن قمة بغداد العربية هو اعلان منها في ختام اعمالها، بان القادة والرؤساء العرب المشاركين فيها لا يعارضون من حيث المبدأ اقامة سلام مع اسرائيل، لكن ليس مع حكومة ارهابية عنصرية متطرفة تضرجت ايديها بدماء الاطفال والنساء الفلسطينيين الابرياء ، وارتكبت من جرائم الحرب والابادة الجماعية الوحشية ، ومن الجرائم ضد الانسانية ما يفقدها اعتبارها ويجعلها غير مؤهلة لعقد سلام عادل وشامل ودائم مع الفلسطينيين ، وهي الجرائم التي يقف العالم كله شاهدا عليها…. وانه يوم ان تاتي الي اسرائيل حكومة اخري غير هذه الحكومة الارهابية، بتوجهات سلمية حقيقية وبرؤية غير عنصرية وبرغبة صادقة في السلام المبني علي الاحترام المتبادل. ولا تنكر علي الفلسطينيين حقهم في اقامة وطن مستقل لهم ضمن حدود يتوافقون عليها بالاساليب التفاوضية المعتادة ، فوقتها سوف يفرض السعي الي السلام نفسه علي الجميع. من عرب واسرائيليين…ولتكون المنطقة امام مرحلة جديدة في تاريخها…بعد كل ما ضاع في هذا الصراع الدموي الطويل من ارواح ودماء وخراب ديار.
السلام الابراهيمي الذي يروج له الرئيس الامريكي دونالد ترامب كمقدمة نحو بناء شرق اوسط جديد اكثر استقرارا وازدهارا من هذا الذي نعيش فيه الآن ، هذا السلام مرفوض رسميا وشعبيا مع استمرار امساك العصبة الارهابية المتطرفة التي يتزعمها مجرم الحرب نتنياهو بمقاليد الحكم في تل ابيب، وهي الحكومة الاكثر توحشا وعدوانية في تاريخ الحكومات الاسرائيلية علي الاطلاق.. ،،فهذه حكومة حرب وتوسع واستيطان واحتلال وفصل عنصري ، وليست حكومة سلام حقيقي كما يصورها الامريكيون لنا بحديثهم المستمر عن السلام الابراهيمي وانه الحل السحري الذي سوف ينهي كل الحروب والصراعات والازمات في الشرق الاوسط .. فحكومة نتنياهو هي التي دمرت للفلسطينيين في غزة حياتهم وارجعتهم عشرات السنين الي الوراء.. وهي التي تحاول بلا كلل تهجيرهم منها بوسائلها الاجرامية واللا اخلاقية المعروفة عنها.من حصار وتجويع واغلاق معابر ومن ارهاب وترويع وتضييق .. السلام الابراهيمي بصورته الراهنة ، هو في حقيقته سلام الذل والعار والاستسلام ، ولا اتصور ان هناك عربيا شريفا واحدا سوف يقبل به او يتحمس له مهما كانت حاجة دول المنطقة الي التهدئة والسلام واعادة توجيه مواردها ومقدراتها نحو البناء والتنمية واعادة الاعمار لكي تعوض بعضا مما فاتها… وعلي قمة بغداد المقبلة ان تضع النقاط فوق الحروف بدلا من اعادة ترديدها لبيانات سئمتها الشعوب العربية وادارت ظهرها لها ، ولم تعد تعيرها ادني اهتمام.. وفي انتظار ما سوف يخرجون به علينا من قرارات وتوصيات…..