العقيدة و الذكاء الصناعي في النزاعات…
بقلم الدكتور فريد ميليش
الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
عندما نتحدث عن الحروب وبؤر التوتر والنزاعات الدولية نستطيع أن نرى لها بعدين يمكن التمييز بينهما، الأول هو البعد السلبي والثاني هو البعد الإيجابي وفي النزاعات التي تصل حد المواجهة المباشرة ومنطقة الشرق الاوسط عموماً ومنطقتنا العربية بشكل خاص كانت وما زالت بؤرة للتوتر ومساحة للصراعات ذات الطابع الاستعماري في غالبها وبعضها ذو طابع محلي.
إن الصراعات في منطقتنا هي مسألة حتمية في سياق العلاقات بين الدول الكبرى والإقليمية وحتى العربية مع اختلاف المصالح وتضاربها وهي كانت وما تزال قائمة وستبقى هكذا رغم جميع المحاولات التنظيرية التي تسعى إلى الحد أو الإقلال منها لأسباب كثير أهمها: وجود الكيان الصهيوني في المنطقة والدعم الغربي اللامتناهي له وكل ذلك يمكننا من معرفة أبرز الصفات وأهمها وهو استخدام القوة الصلبة (العسكرية) في الصراعات، ومع التطورات التكنولوجية الواسعة التي مكنت الدول والقوى استخدام أشكال أخرى للقوة كقوة الذكاء الاصطناعي في الحروب والصراعات عند تضارب المصالح والقوى التي تسعى دائماً لتحقيق المصالح لدول معينة عبر سياستها الخارجية والتي تصل حد استخدام القوة العسكرية المباشرة، وارتبط كل ذلك بالسياسة العالمية والصراع الدولي.
وبذلك يكون الهدف الأول والأساس لاستخدام القوة الصلبة أو أنواع القوة التي برزت في تاريخ النزاعات بكل أنواعها في السياسة الخارجية للحفاظ على التفوق وهي رسالة الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان مع تفجيرات أجهزة البيجر ومن ثم الانتقال لاستخدام قنابل ثقيلة تصل إلى مسافات بعيد في باطن الأرض .
كل ذلك من أجل السيطرة والهيمنة وتحقيق المآرب لكن كان للميدان أيضاً حديث مختلف للمقاومة في لبنان التي تستخدم القوة الذكية والذكاء الصناعي أيضاً كما القوة المسكرية على الأرض الفارق هنا أن الكيان الصهيوني ومن خلفه الغرب يستخدم القوة بشكل كبير وقوي لأن عقيدته عدوانية أما المقاومة تستخدم ما تمكنت خلال الأزمنة السابقة من أدوات القوة العسكرية والذكاء الاصطناعي مع فارق مهم وهو عقيدة الدفاع عن الوطن والشهادة في سبيله وفي تاريخ الشعوب كتبت ملامح الانتصار مع الثبات والصمود الذي سيمنحه النصر حتماً.