السلم الأهلي في سورية آمال وحلول

تتميز سورية بتعدد مكوّناتها الدينية والقومية والمذهبية، وهي ميزة فريدة من نوعها لا صفة اتهامية ويجب تحويل هذه الميزة من مشكلة إلى غنى بعد التغيير الجدري فيها والعمل كمجتمع مدني ورسمي من أجل إيجاد طريقة سريعة لترسيخ مفاهيم السلم الأهلي والعيش المشترك وتقبّل الآخر واحترام حقوق الإنسان والتربية على قيم المواطنة المتساوية، وهنا يكمن دور إدارة المرحلة الانتقالية ومعها النخب السياسية والثقافية والاجتماعية، للعمل على أفضل الطرق لحل هذه النزاعات بين المكونات السورية، من خلال فعاليات تشرف عليها كوادر كفؤة لتنفيذها.
كل ذلك لترسيخ الهوية الوطنية السورية الجامعة، أو ما فوق الوطنية.
والتي يمكن أن تؤدي في حال الإهمال كما لوحظ إلى تشظي المجتمع السوري لجماعات متعادية، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار، خاصة إذا تمَّ التمييز بين المواطنين على أساس طائفي.
ولكي نحد من المخاطر وزيادة فرص العيش المشترك ونبذ الكراهية في سورية يجب علينا:
– المساهمة في العمل الجدّي لبناء مجتمع مدني ديمقراطي، من خلال تأسيس مجتمع مستقل قائم على العدالة والمساواة وسيادة القانون على جميع المواطنين من دون تمييز على أية أسس دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية.
– المساهمة في بناء ثقافة سورية جامعة تقوم على نبذ الكراهية وتيارات العزل والإقصاء والتطرف.
– رفض وإدانة أي لجوء إلى العنف لحل الاختلافات السياسية والفكرية والاجتماعية.
– تعزيز قيم الحوار المجتمعي، من أجل إيجاد قاسم مشترك من القيم التي تؤسّس لإجماع وطني، يضمن الالتزام بتحقيق المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.
وبالتالي يتطلب ذلك تحقيق احترام متبادل من خلال: ضرورة تعرّف كل مكوّن على المكوّن الآخر، من آراء وأفكار ومعتقدات وأسلوب تعامل، وثقافة، والتي تؤدي إلى تأكيد قيمة التسامح الإيجابي، وليس مجرد التسامح الحيادي. وهذا يعني الإقرار بالتعددية الثقافية، مما يقضي على الأحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة عن المكوّن الآخر.
كل ذلك يتطلب توفر الطوعية لأنّ الهوية القسرية غير قابلة للديمومة.
ومن مظاهر السلام في المجتمع:
-الأشخاص يعيشون في وئام وانسجام، ويتجنبون العنف.
-لا ينخرط المجتمع في أعمال عنف ضد المجموعات الأخرى.
-لا يكون لديهم أي حروب أهلية أو عنف جماعي داخلي.
و إن تعزيز هذا السلام يتم من خلال عدة عوامل منها:
١- تعزيز النظم الاجتماعية والثقافية.
٢- وضع العقوبات الرادعة.
٣- الانعزال عن المجتمعات غير الآمنة.
٤- الانفصال والارتحال عن كل من يؤدي إلى العنف.
أما الركائز الأساسية للسلام في المجتمعات بشكل عام:
وجود حكومة تعمل بشكل جيد وعادل.
_وجود بيئة عمل سليمة.
_توزيع عادل للموارد.
_قبول واضح لحقوق الآخرين.
_تواجد علاقات جيدة مع الجيران.
_تدفق حر للمعلومات.
_وجود مستوى عالي من رأس المال البشري.
_انخفاض مستويات الفساد.
بقلم نضال شبول- باحث في العلاقات الدولية