ثلاثة مداخل لهزيمة نتنياهو

محمد اليمني كاتب وباحث سياسي
المدخل الأول هو تحقيق وحدة البيت الفلسطيني. ولا يبدو أن جدول الأولويات الفلسطينية مرتب على الوجه الصحيح. إسرائيل تعرف اولوياتها وتعلنها بوضوح: استعادة المحتجزين، القضاء على حماس، احتلال قطاع غزة، تهجير أكثر من نصف سكانه أو كلهم، وإقامة نظام جديد يعيد البناء على مقاس المصالح الإسرائيلية والأمريكية. أي باستخدام مصطلحات الحروب الجاهلية أن يكون قطاع غزة “غنيمة حرب” تحصل عليها إسرائيل وأمريكا.
أما جدول الأولويات الفلسطينية فإنه يجب أن يبدأ موضوعيا من الإصرار على فتح كافة طرق الإمدادات الإنسانية بلا قيد ولا شرط، و إنهاء الاحتلال والحصار، وترك أمور إدارة القطاع لأهله يقررون فيها ما يرتضون. هذا يعني عمليا أن طريق الأولويات يبدأ من العودة إلى الاتفاق الأصلي الأخير (يناير 2025) لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
هذا الاتفاق توقف بعد مرحلته الأولى، وانسحبت إسرائيل من المرحلة الثانية، وعادت إلى القتال واحتلال قطاع غزة. في هذا الوضع فإن جدول أولويات الشعب الفلسطيني لا يبدأ من إخلاء غزة من السلاح، وإنما بالتأكيد على الالتزام بشروط الاتفاق، وإجبار إسرائيل على الانسحاب وإنهاء الحصار تماما.
ومن الضروري في هذا السياق أن تهتم أطراف البيت الفلسطيني بصياغة وتوجيه رسالة سياسية واضحة للرأي العام الإسرائيلي والأحزاب السياسية المعتدلة وحركات السلام المؤيدة للفلسطينيين، تؤكد أن المقاومة الفلسطينية تسعى للتعايش وليس للحرب، لكنها، في الوقت نفسه، قادرة على الدفاع عن نفسها.
المدخل الثاني هو الحاجة إلى فعل عربي، ليس بيانات ورقية أو تصريحات صوتية، يكون في حد ذاته ضغطا حقيقيا على حكومة نتنياهو وعلى الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
– يجب إعلان وقف التنسيق مع نظام الدفاع الجوي الصاروخي للشرق الأوسط المعمول به في إطار القيادة العسكرية الوسطى للولايات المتحدة.
– ويجب حرمان الطائرات الإسرائيلية من العبور في الأجواء العربية،
– ويجب إعلان تجميد كافة اتفاقيات التعاون مع اسرائيل، حتى وقف القتال وإنهاء الاحتلال والحصار.
المدخل الثالث هو التعامل مع الإدارة الأمريكية على أنها عدو مباشر يمارس فعل العدوان فعلا، مباشرة، وعن طريق مساندة إسرائيل. الولايات المتحدة ليست وسيطا، ولا يمكن اعتبارها وسيط، بينما هي تعلن الانحياز الأعمى إلى إسرائيل.
وفوق كل ذلك يجب التمسك بكل قواعد العزيمة و الانضباط الصارم بين مقاتلي المقاومة، للمحافظة على حياة المحتجزين، ورد اعتداءات الجيش الاسرائيلي، والحذر من الفوضى التي تحاول إسرائيل نشرها في قطاع غزة.
الحرب النفسية التي تلعبها حماس بعبقرية واضحة تمثل سلاحا مهما في تحريك الشارع الإسرائيلي.
نتنياهو وحكومته في مأزق من الضروري تعميقه.