عربييصنف رئيسي

إسرائيل تؤكد مواصلة الحرب في غزة بعد قرار مجلس الأمن لزيادة المساعدات

إسرائيل تؤكد مواصلة الحرب في غزة بعد قرار مجلس الأمن لزيادة المساعدات

المصدر: أ ف ب

اضافة ضربات جديدة في القطاع ونزوح وتعليق مسؤول أممي وضربة بطائرة مسيّرة على سفينة قبالة الهند وضربات في جنوب لبنان

شنّت إسرائيل السبت عمليات قصف إضافية على غزة مع تأكيدها مواصلة الحرب ضد حركة حماس بعيد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو الى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح السبت مقتل 18 شخصا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات وسط القطاع “خلال الليلة الماضية”.

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يواصل “القصف المكثف” لمختلف أنحاء القطاع، مشيرة الى مقتل أكثر من 400 شخص في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.

وتصاعد دخان كثيف في سماء خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، بعد غارات إسرائيلية صباح السبت، وفق لقطات لوكالة فرانس برس.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه “في إطار النشاطات الميدانية في منطقة عيسى جنوب مدينة غزة قامت قوات كانت تهم بالاستعداد لكمين محكم بتنفيذ عملية إطلاق نار كانت تهدف لتمويه العدو مما دفع عشرات المخربين للهروب نحو مبنى كان يستخدم كمقر قيادة حمساوي”، مشيرا الى أن طائرة حربية قامت بقصف المبنى بعد ذلك.

كما أشار الى “تدمير عدة بنى إرهابية أخرى” كانت تستخدمها حماس.

ويأتي تواصل العمليات بعد ساعات من مطالبة مجلس الأمن الذي يواجه انتقادات لفشله في اتخاذ أي خطوة ملموسة حيال الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين، بزيادة “واسعة النطاق” للمساعدات دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار ترفضه واشنطن حليفة إسرائيل.

وتبنى المجلس القرار 2720 الذي يدعو “كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق”، واتّخاذ إجراءات “عاجلة” لذلك و”تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية”.

ويطالب النص أيضا باستخدام “كل طرق الدخول والتنقل المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة” لتوصيل الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى القطاع.

وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة وروسيا.

لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، اذ إن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال غالبية مقومات الحياة اليومية.

وفي حين أن قرارات المجلس ملزمة، لا يمنع ذلك بعض الدول من عدم احترامها.

وبعد صدور القرار، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن الدولة العبرية ماضية في هدفها “القضاء” على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007.

وكتب على منصة “إكس” أن “إسرائيل ستواصل الحرب في غزة الى حين الإفراج عن كل الرهائن والقضاء على حماس في قطاع غزة”، مشددا على أن إسرائيل “ستواصل تفتيش كل المساعدة الانسانية الى غزة لأسباب أمنية”.

– “ليس نصا مثاليا” –

وأثار قرار مجلس الأمن ردودا متفاوتة.

وعلقت لانا زكي نسيبة سفيرة الإمارات التي قدمت النص، “نعلم أنه ليس نصا مثاليا، ونعلم أن وقف إطلاق النار وحده هو الذي سيضع حدا للمعاناة”، مضيفة أن النص “يستجيب عمليا للوضع الإنساني اليائس للشعب الفلسطيني”.

من جهتها، قالت حماس إنه “خطوة غير كافية، ولا تلبّي متطلبات الحالة الكارثية التي صنعتها آلة الإرهاب العسكري الصهيونية في قطاع غزة”.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد لتلبية الحاجات الماسة للسكان في غزة ووضع حد لكابوسهم المستمر”.

ورأى أن “المشكلة الحقيقية” أمام المساعدات هي “الهجوم” الإسرائيلي.

وتغيّر نص القرار عن الصيغة التي كانت الامارات طرحتها، خشية استخدام واشنطن مجددا حق النقض (الفيتو). وأزيلت الإشارة إلى “وقف عاجل ودائم للأعمال العدائية”، ومثلها الدعوة الى “تعليق عاجل للأعمال العدائية”.

وهي المرة الثانية ينجح المجلس بإصدار قرار بعدما دعا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر إلى “هدن إنسانية”. ورُفضت خمسة نصوص أخرى خلال شهرين، من بينها اثنان بسبب الفيتو الأميركي، آخرهما في 8 كانون الأول/ديسمبر إزاء دعوة إلى “وقف إطلاق نار إنساني”.

وأكدت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد أن مفاوضات تعديل الصيغة كانت ضرورية “لوضع الأمور في نصابها الصحيح”، وأن المجلس قدّم “بصيص أمل في محيط من المعاناة التي تفوق التصور”.

– وضع صحي “كارثي” –

وغابت من النصّ إدانة أو حتى ذكر اسم حماس، وهو ما انتقدته إسرائيل والولايات المتحدة. ودان القرار “كل أعمال الإرهاب” وكذلك “كل الهجمات ضد المدنيين”، وطالب بالإفراج “غير المشروط” عن جميع الرهائن.

وتوعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس ردا على على الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى الحصيلة الإسرائيلية.

كما احتجز مقاتلو حماس وفصائل أخرى نحو 250 رهينة، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، بحسب إسرائيل.

وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن 20057 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.

وأدت الحرب الى دمار واسع في غزة، وأحالت أحياء بكاملها ركاما. كما بلغ الوضع الانساني مستويات كارثية بعدما شددت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب، وقطعت امدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى