إعادة تدوير النفايات الإرهابية وضخها في سورية...
عند الغوص قليلاً في التفاصيل حول إعادة انعاش المجموعات الإرهابية وزجها في لبوسات متعددة وبالتزامن مع هدنة بين الكيان الصهيوني ولبنان فأي تفسير يمكن غير أن المحرك والصانع لها هو المتضرر من القوى المقاومة والمقارعة والتي تدعهما سورية بكل وضوح لهذا الكيان الغاصب.
إذاً من المستفيد محلياَ وإقليمياً ودولياً من هذا الضخ الإرهابي في الشمال السوري وبحسب أولويات الفائدة؟
في الدرجة الأولى المستفيد عسكرياً واقتصادياً هو الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ففي العسكرة رداً على دعم سورية الدائم والمستمر لقوى المقاومة لغطرسة الكيان الصهيوني واقتصادياً محاولة السيطرة على جغرافية سورية تخدم مشروع خط الغاز الذي يخدم الغرب على حساب دول المنطقة وروسيا..
وفي الدرجة الثانية تركيا التي تريد إنهاك الدولة السورية بزج تلك المجاميع الإرهابية داخل الأراضي السورية الآمنة ودعمهم بكل مايمكن لوجستياً بأمر عملياتي من الولايات المتحدة بإعتبار تركيا عضواً في الناتو وخدمةً للكيان الصهيوني الذي تزعزت أحلامه الاستعمارية في لبنان وفلسطين بدعم سورية لقوى المقاومة في مواجهة هذا العدوان الصهيوني، كل ذلك لعدة أسباب من بينها إغلاق حدودها في وجه عودة هؤلاء إلى الداخل التركي وتركهم لمصيرهم بحجة أنهم يعودون لأراضيهم إضافة إلى إضعاف قدرات القوى الكردية المتصارعة مع تركيا، أيضاً الضغط على الحكومة السورية في مفاوضات بشروط تركية بحتة في ظل الأمر الواقع ولها في ذلك مآرب اقتصادية قديمة وتجددت في دعم المجاميع الإرهابية وتجهيزهم للدخول إلى مدينة حلب بعد استعادة عافيتها الاقتصادية عبر تجهيز المناطق الاقتصادية والتي تؤثر وتنافس مباشرة السوق الاقتصادية التركية إلى جانب الكثير من الأسباب والفوائد حسب الذهنية التركية.
مفاتيح الحل هل ستكون عسكرية أم سياسية في ظل المحاولات الروسية الدبلوماسية السابقة والتي كانت قائمة حتى تاريخ الهجوم الإرهابي على حلب وهل الحلول الإقليمية أو الدولية بوجود الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف منضوية تحت أجنحتها ستكون عادلة أم أن الحلول العسكرية للجيش العربي السوري والحلفاء هي الأنجع؟
بقلم نضال شبول – الباحث في العلاقات الدولية